أعادت المسلسلات التركية تلك الرومانسية المفقودة، رغم أنها تعد واحدة من الركائز المهمة في الحياة الأسرية.
هذه الرومانسية التي أضحت محور مواضيع ساخنة بين المرأة والرجل، لأن الحياة بحلوها ومرها، تظل تتسم في الكثير من الأحيان، بالجدل والنقاش، وأحيانا أخرى، تتأرجح بين مد الانسجام وجزر الاختلاف بين هذا وذاك.
اجتياح هذه المسلسلات كان واسعا بشكل ملفت في السنوات الأخيرة، إذ أخذت بعض القنوات الفضائية العربية تتسابق وتتنافس عليها، لعرض الجديد منها، لما تحمله من تشويق ومشاعر، وجودة عالية، وسيناريوهات محكمة، تمس تفاصيل الحياة اليومية بكل دقة، وهناك من وجد فيها شيئا مختلفا وجديدا، يكتشف من خلاله ثقافات وأعراف أخرى، تأخذه إلى عالم جميل، يمزج بين الخيال والواقع، وفي الوقت نفسه، يحقق رغبات شريحة كبيرة من المتتبعين، لأنه في ظل غياب روح الرومانسية، وبحكم التغيرات والمتطلبات على جميع الأصعدة، وجدت المرأة ضالتها في هذه المسلسلات التركية، كحل للتغيير وكسر الروتين اليومي، لأنه عادة ما تكون للفتاة طموحات وأحلام مستقبلية تحلم بتحقيقها على أرض الواقع، لكن ما أن تدخل القفص الذهبي حتى تصطدم بواقع مختلف يفرض نفسه بقوة، وتتبدل كل الافتراضات، وتدفن المشاعر، ويصبح من الضعف أن تظهر للعلن وكأنها تمس بالكرامة.
إذن، السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا هذا الإدمان على المسلسلات التركية؟ وما طبيعة العلاقة بين المشاهد وهذه المسلسلات؟ وهل غابت الرومانسية عن مجتمعنا، وأصبح العمل والجري وراء المال هو الأهم في حياتنا الخاصة؟.
أمام هذا الشغف بالمسلسلات، ارتأت "المغربية" أن تبحث الموضوع، من خلال استطلاع آراء بعض النساء، لمعرفة الأسباب الحقيقة وراء هذا الاهتمام.
وصرحت ليلى أنها شغوفة بمشاهدة المسلسلات التركية، لأنها تشد فعلا المشاهد، تمس نقطة ضعفه في الحياة، إضافة إلى الأداء البارع، والإمكانيات المتطورة والتصوير والتقنيات المستعملة، التي تبعث في النفس حب المغامرة والإثارة والتشويق.
وتقول نادية "أجد سعادة كبيرة في متابعة هذه المسلسلات، ولا أشعر معها بالملل، خصوصا صفة الرومانسية البارزة فيها، والتعامل المتحضر بين الأزواج والأحباء، فمثلا في مجتمعنا، الرجل لا يعامل زوجته بالمعاملة التي نتمناها ونرغب فيها، من اهتمام وعطف، وأنا من بينهن، وطالما حلمت بهذه المعاملة قبل الزواج، لكن بحكم المشاكل التي نعانيها، من ارتفاع الأسعار والروتين القاتل، الذي يطغى على حياتنا اليومية، قضي على هذه الرومانسية".
أما نوال فتقول: "قبل الحديث عن مشاهدة النساء للمسلسلات التركية، لا بد من الإشارة إلى أن المرأة تميل إلى الرومانسية، لأنها بطبيعتها عاطفية وحساسة، لكن في خضم الحياة ومتطلباتها، هذه المسلسلات ساهمت في التخفيف من حدة الملل، وخلق جو من الفرجة والاستمتاع بها، وإضفاء جو من السعادة، لأنها هي المتنفس الوحيد، لما فيها من تشويق وإثارة، وتشعر المشاهد وكأنه في حلم جميل".
أما ابتسام فكانت لها وجهة نظر مخالفة إذ قالت لـ "المغربية": "لا ننسى أن للرجل طريقة مغايرة في التعبير عن حبه لزوجته، الرجل عكس المرأة، التي تظل بحاجة إلى حب واهتمام حتى لا تصبح حياتهما حياة روتينية جافة، كما أن هذه المسلسلات هي بعيدة عن الواقع المعاش، وهذا لا يمنع من القول، إن المرأة بصفة عامة، تتمنى أن يتصرف زوجها مثل تصرفات أبطال المسلسلات التركية، لخلق روح من الدعابة في البيت، وكسر الملل المميت".
وتقول إلهام: "بالفعل، المسلسلات التركية تعوض الفراغ الموجود على الساحة الفنية في بلادنا، وحتى الحياة الواقعية، في ما يتعلق بالرومانسية. المرأة في اعتقادي، ترى في هذه المسلسلات متنفسا للضغوطات، التي تعانيها في الحياة الزوجية، للترفيه عن نفسها شيئا ما. وقد استطاعت هذه المسلسلات، فرض نفسها على هذا المستوى الرومانسي، بالنظر إلى غياب إنتاجات محلية، غالبا ما تكون درامية، وتصور العلاقة الزوجية في المغرب على أنها علاقة يشوبها الـ"نكير" بين الرجل وزوجته، والشجار، والأنانية، وكل منشغل في أموره الخاصة، ورغم ذلك تبقى الأنسب في نظري، في حال تجسيدها للرومانسية، لأنها "ستحترم" التقاليد المغربية.
وختاما، أرى أنها تتميز بالحبكة، وبجمال السيناريو، وحتى بدقة التمثيل، الأمر الذي يساعدها على شد انتباه المشاهد، سواء كان رجلا أو امرأة، وإن كانت هذه الأخيرة هي الأكثر مشاهدة لها".
من جهتها تقول زهرة: " إن الرومانسية الموجودة في هذه المسلسلات، والتعامل الراقي هي من أهم الأسباب التي جذبت النساء لمتابعتها، بشكل غير مسبوق، لأن الرومانسية في الزواج، أصبحت غائبة، وإن لم نقل منعدمة، بسبب مسؤوليات الحياة، التي غيرت تعامل الأزواج، وأصبح الحديث اليومي يدور حول مشاكل الحياة والأطفال".
من خلال هذه الآراء التي استقتها "المغربية"، وغيرها مما يضيق الحيز عن استيعابه، يتضح أنها أجمعت على افتقاد المرأة المغربية لهذا العنصر الحيوي في الحياة الزوجية، وهو الرومانسية، أو بلغة بسيطة، الدفء وإبراز المشاعر. ويبقى السؤال المطروح هو ما مدى صحة اهتمام المرأة وحدها بهذه المسلسلات
هذه الرومانسية التي أضحت محور مواضيع ساخنة بين المرأة والرجل، لأن الحياة بحلوها ومرها، تظل تتسم في الكثير من الأحيان، بالجدل والنقاش، وأحيانا أخرى، تتأرجح بين مد الانسجام وجزر الاختلاف بين هذا وذاك.
اجتياح هذه المسلسلات كان واسعا بشكل ملفت في السنوات الأخيرة، إذ أخذت بعض القنوات الفضائية العربية تتسابق وتتنافس عليها، لعرض الجديد منها، لما تحمله من تشويق ومشاعر، وجودة عالية، وسيناريوهات محكمة، تمس تفاصيل الحياة اليومية بكل دقة، وهناك من وجد فيها شيئا مختلفا وجديدا، يكتشف من خلاله ثقافات وأعراف أخرى، تأخذه إلى عالم جميل، يمزج بين الخيال والواقع، وفي الوقت نفسه، يحقق رغبات شريحة كبيرة من المتتبعين، لأنه في ظل غياب روح الرومانسية، وبحكم التغيرات والمتطلبات على جميع الأصعدة، وجدت المرأة ضالتها في هذه المسلسلات التركية، كحل للتغيير وكسر الروتين اليومي، لأنه عادة ما تكون للفتاة طموحات وأحلام مستقبلية تحلم بتحقيقها على أرض الواقع، لكن ما أن تدخل القفص الذهبي حتى تصطدم بواقع مختلف يفرض نفسه بقوة، وتتبدل كل الافتراضات، وتدفن المشاعر، ويصبح من الضعف أن تظهر للعلن وكأنها تمس بالكرامة.
إذن، السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا هذا الإدمان على المسلسلات التركية؟ وما طبيعة العلاقة بين المشاهد وهذه المسلسلات؟ وهل غابت الرومانسية عن مجتمعنا، وأصبح العمل والجري وراء المال هو الأهم في حياتنا الخاصة؟.
أمام هذا الشغف بالمسلسلات، ارتأت "المغربية" أن تبحث الموضوع، من خلال استطلاع آراء بعض النساء، لمعرفة الأسباب الحقيقة وراء هذا الاهتمام.
وصرحت ليلى أنها شغوفة بمشاهدة المسلسلات التركية، لأنها تشد فعلا المشاهد، تمس نقطة ضعفه في الحياة، إضافة إلى الأداء البارع، والإمكانيات المتطورة والتصوير والتقنيات المستعملة، التي تبعث في النفس حب المغامرة والإثارة والتشويق.
وتقول نادية "أجد سعادة كبيرة في متابعة هذه المسلسلات، ولا أشعر معها بالملل، خصوصا صفة الرومانسية البارزة فيها، والتعامل المتحضر بين الأزواج والأحباء، فمثلا في مجتمعنا، الرجل لا يعامل زوجته بالمعاملة التي نتمناها ونرغب فيها، من اهتمام وعطف، وأنا من بينهن، وطالما حلمت بهذه المعاملة قبل الزواج، لكن بحكم المشاكل التي نعانيها، من ارتفاع الأسعار والروتين القاتل، الذي يطغى على حياتنا اليومية، قضي على هذه الرومانسية".
أما نوال فتقول: "قبل الحديث عن مشاهدة النساء للمسلسلات التركية، لا بد من الإشارة إلى أن المرأة تميل إلى الرومانسية، لأنها بطبيعتها عاطفية وحساسة، لكن في خضم الحياة ومتطلباتها، هذه المسلسلات ساهمت في التخفيف من حدة الملل، وخلق جو من الفرجة والاستمتاع بها، وإضفاء جو من السعادة، لأنها هي المتنفس الوحيد، لما فيها من تشويق وإثارة، وتشعر المشاهد وكأنه في حلم جميل".
أما ابتسام فكانت لها وجهة نظر مخالفة إذ قالت لـ "المغربية": "لا ننسى أن للرجل طريقة مغايرة في التعبير عن حبه لزوجته، الرجل عكس المرأة، التي تظل بحاجة إلى حب واهتمام حتى لا تصبح حياتهما حياة روتينية جافة، كما أن هذه المسلسلات هي بعيدة عن الواقع المعاش، وهذا لا يمنع من القول، إن المرأة بصفة عامة، تتمنى أن يتصرف زوجها مثل تصرفات أبطال المسلسلات التركية، لخلق روح من الدعابة في البيت، وكسر الملل المميت".
وتقول إلهام: "بالفعل، المسلسلات التركية تعوض الفراغ الموجود على الساحة الفنية في بلادنا، وحتى الحياة الواقعية، في ما يتعلق بالرومانسية. المرأة في اعتقادي، ترى في هذه المسلسلات متنفسا للضغوطات، التي تعانيها في الحياة الزوجية، للترفيه عن نفسها شيئا ما. وقد استطاعت هذه المسلسلات، فرض نفسها على هذا المستوى الرومانسي، بالنظر إلى غياب إنتاجات محلية، غالبا ما تكون درامية، وتصور العلاقة الزوجية في المغرب على أنها علاقة يشوبها الـ"نكير" بين الرجل وزوجته، والشجار، والأنانية، وكل منشغل في أموره الخاصة، ورغم ذلك تبقى الأنسب في نظري، في حال تجسيدها للرومانسية، لأنها "ستحترم" التقاليد المغربية.
وختاما، أرى أنها تتميز بالحبكة، وبجمال السيناريو، وحتى بدقة التمثيل، الأمر الذي يساعدها على شد انتباه المشاهد، سواء كان رجلا أو امرأة، وإن كانت هذه الأخيرة هي الأكثر مشاهدة لها".
من جهتها تقول زهرة: " إن الرومانسية الموجودة في هذه المسلسلات، والتعامل الراقي هي من أهم الأسباب التي جذبت النساء لمتابعتها، بشكل غير مسبوق، لأن الرومانسية في الزواج، أصبحت غائبة، وإن لم نقل منعدمة، بسبب مسؤوليات الحياة، التي غيرت تعامل الأزواج، وأصبح الحديث اليومي يدور حول مشاكل الحياة والأطفال".
من خلال هذه الآراء التي استقتها "المغربية"، وغيرها مما يضيق الحيز عن استيعابه، يتضح أنها أجمعت على افتقاد المرأة المغربية لهذا العنصر الحيوي في الحياة الزوجية، وهو الرومانسية، أو بلغة بسيطة، الدفء وإبراز المشاعر. ويبقى السؤال المطروح هو ما مدى صحة اهتمام المرأة وحدها بهذه المسلسلات