صوت الصحافة:
تسجل في المغرب 600 ألف حالة إصابة جديدة بالأمراض المنقولة جنسيا سنويا، تنتشر بشكل واسع بين الفئات الشابة، بين سن 16 و30 سنة، بنسبة 72 في المائة من النساء |
مقابل 33 في المائة عند الرجال، بينما لا تخضع النساء للكشف المبكر عنها إلا بعد بلوغ مراحل متأخرة من المرض.
وتشكل الإفرازات المهبلية نسبة 75 في المائة من مجموع هذه الحالات الجديدة، 15 في المائة منها يتأكد أن لها علاقة بالأمراض المنقولة جنسيا. وتمس هذه الأمراض النساء أكثر من الرجال، بنسبة تتراوح بين 3 إلى 8 مرات أكثر من الرجال.
وتشير تقديرات الاختصاصيين إلى ظهور 800 ألف حالة إصابة سنويا، استنادا إلى ضعف التصريحات المعلنة من قبل الأطباء العاملين في القطاع العمومي، مقابل الكشف عن ثلثي الحالات المرضية داخل العيادات الطبية الخاصة.
وتزيد هذه المعطيات من نسبة القلق لدى الاختصاصيين في الأمراض التعفنية، لعدم توفر المعلومات الصحيحة والكاملة حول هذه الأمراض لدى شريحة واسعة من المواطنين، وبالتالي، تقليلهم من قوة خطر هذه الأمراض، التي تعد الأرض الخصبة للإصابة بداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، حسب ما كشف عنه لقاء صحفي، نظمته، أول أمس الثلاثاء، في الدارالبيضاء، جمعية "IST Zéro" (صفر أمراض منقولة جنسيا)، الساعية إلى بلوغ صفر من الإصابات بالأمراض المنقولة جنسيا عبر إطلاقها حملات تحسيسية وطنية.
وقال البروفيسور عبد الحق السقاط، رئيس العصبة المغربية لمكافحة الأمراض التناسلية المعدية، خلال تنشيطه للقاء، إن النساء هن الفئة الأكثر تعرضا لمخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا، إذ أنه في ما بين 50 إلى 80 في المائة من الحالات، تكون النساء جاهلات بحملهن لأمراض المنقولة جنسيا، في ظل غياب علامات مرضية.
وأكد السقاط، أستاذ للأمراض الجلدية في كلية الطب والصيدلة بالرباط، أن العلاقات الجنسية غير المحمية هي أول أسباب انتقال العدوى بالأمراض الجنسية التعفنية بين الأشخاص، ويسهل انتقالها بين تلاميذ الثانويات وطلبة الجامعات، لاعتقادهم الخاطئ بأن العدوى لا تقع إلا بعلاقة جنسية كاملة، بينما الواقع العلمي يفيد حدوث الإصابة بها حتى دون ولوج، ومع احتفاظ الأنثى بعذريتها.
وأوضح السقاط أن أكثر الأمراض التي تصاب بها النساء، هي السيلان غير الطبيعي، الناتج عن التعفنات المرتبطة، إما بالاتصال الجنسي غير المحمي، إذ تنتقل إليهن تعفنات جنسية من شركائهن الجنسييين، أو لجهلهن بالسلوك الصحيح في النظافة الحميمية.
وأبرز أن 7 نساء من بين 10 يصبن بمرض السيلان الناتج عن النظافة الحميمية الخاطئة، و3 من 10 يصبن بأمراض تعفنية جنسية في عنق الرحم نتيجة اتصال جنسي غير محمي، إلا أن ذلك لا يستثني الرجال الذين يصابون بأمراض تعفنية جنسية، أكثرها شهرة مرض السيلان والسيفيليس أو التألل على مستوى القضيب.
وتعتبر الأمراض المنقولة جنسيا الطريق الأول للإصابة بمرض السيدا، ويصيب ثلثي الحالات المصابة، من الرجال والنساء المصابين بالعقم، إلى جانب الإصابة بانحباس مجرى البول عند الرجل، وظهور التهابات الحوض لدى المرأة، وحدوث أمراض سرطانية تمس عنق الرحم وسرطان القضيب، بعد مرور سنوات على الإصابة، وظهور سيلان وتقرحات ونتوءات ودمامل، تشوه الأعضاء الحساسية عند الجنسين، كما تتسبب في حدوث الحمل خارج الرحم، وسرطان عنق الرحم.
وتعد أمراض السيفيليس، والزهري، والسيلان، والجربة، والتهاب الكبد الفيروسية، من أكثر الأمراض المنقولة جنسيا بين المغاربة، تنتج عن 30 نوعا من البكتيريا، التي تنتقل من شخص إلى آخر أثناء العلاقة الجنسية، لا يفلح العلاج منها إلا بعد خضوع الشريكين للعلاج في وقت واحد.
مقابل ذلك، تحدث السقاط عن بساطة الكشف المبكر عن هذه الأمراض والعلاج منها، مبينا أن المراكز الصحية العمومية توفر إمكانية الكشف بشكل مجاني، مع وجود علاجات طبية خاصة، قليلة الكلفة وكثيرة الفعالية، مع تحذيره من استعمال المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب الاختصاصي، لأثرها العكسي، المتمثل في إدخال الفيروسات في حالة سكون.
وشدد على ضرورة التحسيس بأهمية نشر التوعية، لتحسيس الشباب بخطورة الأمراض المنقولة جنسيا.