بقلم رضوان الطاهري:
تذكر أيها المرشح أن الانتخابات التشريعية الحالية، ليست كسابقاتها نظرا لطبيعة المناخ السياسي والوضع الاجتماعي والظرفية الاقتصادية التي يمر بها المغرب.
تذكر أن الجماهير الشعبية أصبحت لا تطيق سماع كلمة "انتخاب" بسبب ما أسفرت عنه التجارب السابقة التي خيبت آمالها وطموحاتها وانتظاراتها، وتنكرت للشباب ووضعته على الهامش.
تذكر أن الإرادة الشعبية تبقى غالية الثمن، ومن يخذلها اليوم، لن تحمد عقباه الغد.
تذكر أن استعمال المال الحرام لاستقطاب الأصوات، واللجوء إلى علاقات التكاذب وأساليب التضليل والمناورة والمتاجرة بمصير الشعب بات في حكم البائد والمرفوض.
تذكر أن فوزك بمقعد لتمثيل الشعب، تكليف ومسؤولية جسيمة على عاتقك وليس تشريف لك، وبرنامج حزبك يبقى مخاتلا ومضللا وواهيا إلى أن يثبت العكس.
تذكر أن من سبقوك وحولوا الانتخابات إلى مسرحية رخيصة وضحك على الذقون، لا زالت الذاكرة الجماعية تحتفظ بحصيلتهم السيئة، لأن المغاربة، ببساطة، يتذكرون المصلحين ولا ينسون المفسدين.
تذكر أن الانتخابات الحالية تمر في جو خافت وصامت، وانتظارات وانشغالات الجماهير الشعبية أكبر بكثير من طموح الأحزاب المتهافتة على قيادة أول حكومة بدستور جديد.
تذكر أنه إذا كانت لديك نية الظفر بمقعد من أجل مصالحك الخاصة والعائلية، والاستخفاف بمصالح المواطنين، والتنكر لما يمليه عليك القانون، ستساهم سلبا وحتما في خراب البلاد.
تذكر أن الشعب متذمر من التجارب السالفة، واليوم هو في حاجة ماسة إلى من يعيد له اعتباره على جميع المستويات وفي مختلف القطاعات.
تذكر أن المغاربة خلال الحراك الاجتماعي ل"حركة 20 فبراير" قدموا للعالم صورة شعب متحضر وطواق للحوار ومدافع عن الثوابت والوحدة الوطنية ومناهض للعنف والشغب والفوارق الاجتماعية والفساد والاستبداد بشتى أشكاله، ويسعى إلى العيش بكرامة في إطار دولة الحق والقانون......
تذكر أنه يوجد في كل بيت فقير ومعوز وعجوز وطفل وامرأة مفلسة وعاطل ومريض وباحث عن سكن وباحث عن لقمة عيش كريم وعانس ومظلوم...هم في حاجة ماسة وعاجلة إلى تعليم مجاني،وقضاء مستقل، وعدالة اجتماعية، وتغطية صحية، وسكن لائق، ومساواة في الحقوق والواجبات أمام القانون، وعيش كريم يحفظ كرامتهم.
تذكر انك ملزم عل قيادة سفينة إصلاح مثقلة بالاكراهات، وعليك إيصالها إلى بر الأمان.
تذكر أن نجاح هذه التجربة المتفردة، هو رهان جميع المغاربة، وعليك ألا تعبث بها.
تذكر أنه إذا لم تجد في نفسك الكفاءة والمصداقية والأهلية، ما عليك إلا الانسحاب قبل فوات الأوان.
تذكر وانتبه إلى كل ما سلف قبل فوات الأوان.