ركاب غاضبون ينتفضون ويوقفون حركة السير بقلب مدينة الدار البيضاء طالبوا بتوفير وسائل النقل الحضري وإيقاف نزيف أزمة النقل وطول الانتظار



تغطية: رضوان الطاهري:    

نظم العشرات من الركاب المحتجين على الساعة السابعة إلا ربع من مساء يوم الأربعاء 30 دجنبر وقفة احتجاجية عفوية بمحطة الحافلات بشارع الجيش الملكي وسط مدينة الدار البيضاء للتنديد بغياب حافلات النقل الحضري والطاكسيات، وقد تجمهر الركاب الغاضبون، الذين تزايد عددهم مع مرور الوقت، بشارع الجيش الملكي وفرضوا حصارا بالقوة، وأوقفوا حافلتين للركاب: الأولى تابعة لنقل لوكس والثانية لنقل المدينة، فيما التحقت أعداد كبيرة من المواطنين بمكان الحادث نتج عنه توقف تام لحركة السير بالشارع وعرقلة للسير بالأزقة المتفرعة عنه والشوارع الأخرى الملتقية معه بالمدار، حيث وصلت طوابير العربات المتوقفة إلى حدود شارع مولاي إسماعيل عند مدار"عايشة"، إذ عمت حالة من الفوضى العارمة، وتعالت أصوات المواطنين الذين استشاطوا غضبا، في حين بقيت عيون شرطة المرور غائبة عما يحدث زهاء ساعة، وهتف المحتجون بشعارات وعبارات شديدة اللهجة  تعبر عن سخطهم ومعاناتهم اليومية مع النقل الحضري، وأدانوا في الوقت نفسه تقاعس المسؤولين بإدارة شركة "مدينة بيس" في توفير العدد الكافي من الحافلات لنقل الأعداد الهائلة والمتزايدة من المواطنين إلى مساكنهم ومقرات عملهم، وحملوا المسؤولية إلى مجلس المدينة الذي يتجاهل مطالبهم في هذا الشأن كما جاء على لسانهم.
من جانبه أكد العديد من الركاب المتضررين ل"صوت الصحافة" عن استنكارهم الشديد لأسلوب تعامل سائقي الحافلات مع الركاب، حيث تتجنب الحافلات التوقف بمحطة شارع الجيش الملكي، فيما تشهد حافلات أخرى، وعددها قليل، تكدسا وازدحاما لا يطاق على حد قولهم، وصرحت ثلة من الفتيات والنساء أن معانتهن باتت يومية مع حافلات النقل الحضري، مما يتسبب في تأخرهن في الالتحاق بالمدارس ومقرات العمل ومساكنهن، وأوضحن أنهن ضقن ذرعا من الازدحام والتكدس والحالة المهترئة لأغلب الحافلات، مما يحول دون ركوبهن للحافلات سيما في ساعات الذروة، حيث طوابير من الركاب قد يطول الانتظار لساعات، وأضفن أن سائقي الطاكسيات بدورهم يتجنبون إيصالهن إلى الوجهة التي يردنها.
أمام هذا الوضع شوهد العديد من الشبان والشابات والنساء يربطون الاتصال بذويهم وأقاربهم لإخبارهم بما يقع، مطالبين بنقلهم.
من جهة أخرى، وأمام توقف حركة السير، أطلق سائقو السيارات العنان للمنبهات وهتف آخرون "الشعب يريد الطوبيس"، فيما عرف المدار حالة من الاختناق غير مسبوق، وبعد مرور زهاء ما يزيد عن ساعة من الاحتجاجات المتواصلة، حلت شرطة الدراجين ومسؤولين أمنيين بمكان الحادث، في محاولة منهم لفك الحصار بطرق سلمية تفاديا لأي اضطرابات قد لا تحمد عقباها من لدن الغاضبين، إذ تفهم المحتجون في حوار مع مسؤولين أمنيين ما قد يسفر عنه طول الاحتجاج من انتشار للفوضى والبلبلة وأعمال تخريب وشغب