بقلم : محمد يوجيل
يعرف المغرب مواسم عدة منها ماهو ديني ومنها ماهو فلاحي. وأخر اجتماعي وثقافي ومنها أيضا ماهو سياسي وهذا هو بيت القصيد .
فموسم الأحزاب بالمغرب مرتبط أشد ارتباط بالاستحقاقات الانتخابية سواء كانت تشريعية أو جماعية،فلا نكاد نرى هذه الأحزاب إلا مع اقتراب العملية الانتخابية وكأن هذه الأحزاب ماهي إلا آلية انتخابية محضة.همها الوحيد وشغلها الشاغل هو حصد أكبر عدد من المقاعد داخل قبة البرلمان وفي المجالس الجماعية والقروية.فنجدها في هذا الموسم تتسابق فيما بينها في فتح مقراتها الحزبية في كل فروع المملكة،لتزيل الغبار عليها وتعيد لها الحياة من جديد بعد آن غرقت هذه الأحزاب في سبات ونوم عميق جدا، بعد كل ولاية انتخابية مر عنها قرابة الأربع سنوات.فنجد رموزا مختلفة الأشكال والأجناس علقة بألوان زاهية وبراقة لم نألف على مشاهدتها إلا عند كل موسم انتخابي جديد.كما نجد في مقابل ذالك برامج متنوعة تحمل في طياتها شعارات رنانة ووعود واهية تقوم فيها أحزابنا على تسويق الأوهام لمواطنيها المغاربة بعد أن ضاقوا درعا من الأكاذيب والأقاويل والأوهام.ليجد في أخر المطاف أن دار لقمان لا زالت على حالها.فغلاء المعيشة في ازدياد مستمر،سوء المعيشة،تدهور قطاع الصحة،تدني مستوى التعليم،ارتفاع نسب العطالة،ازدياد عدد الفقراء والمتسولين،المس بحقوق وحريات المواطنين،نظام الريع،الحكرة،البيروقراطية،الرشوة،الفساد بشتى أنواعه،تدني الخدمات العمومية،استعباد العمال والعاملات والمستخدمين بالقطاع الخاص،ارتفاع أجور ورواتب ذوي المناصب العليا،المحسوبية والزبونية وباك خويا،استخدام القانون لتكميم الأفواه وتصفية الحسابات،البناء العشوائي ودور الصفيح وانتشار الباعة المتجولين، هشاشة البنيات الفوقية والتحتية،عدم حماية الصحة العامة للمواطنين ،الغش والتدليس والاحتكار،انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة،انتشار الجريمة وعمليات السطو والسرقة التي تطال حتى المواطنين البسطاء،انتشار الرذيلة والميوعة والمخدرات بشتى أنواعها في صفوف الشباب المغربي،ارتفاع عدد المومسات ودور البغاء،اتساع فجوة الطبقات داخل المجتمع وغيرها من المشاكل والمعاناة التي دفعت بالمواطن المغربي إلى اليأس والإحباط وعدم الثقة وتدني نسبة المشاركة السياسية والعزوف عن التصويت،وعدم المبالاة بالانتخابات لعدم جدواها ومفعوليتها.
فهل بإمكان أحزابنا السياسية في هذه المرحلة الحساسة والتاريخية التي يشهدها مغرب ما بعد العهد الدستوري الجديد باستطاعتها أعادة الثقة أليها من طرف الناخبين؟وهل بإمكان أحزابنا السياسية أن تقطع مع كل الممارسات المشينة التي تضر بالمشهد السياسي والانتخابي للمغرب من قبيل قطع الطريق على المفسدين وأصحاب الشكارة وناهبي المال العام،وأباطرة المخدرات؟وهل بإمكان أحزابنا إنتاج سياسيين أكفاء وذي خبرة عالية في الحقل السياسي؟هل بإمكان أحزابنا إعادة الصورة الحقيقية لها المتمثلة في تمثيل المواطنين وتنظيمهم وتاطيرهم وتنشأتهم سياسيا ؟ولكي نلقى اللاجابات المقنعة لكل هذه التساؤلات ما علينا إلا أن ننتظر ما بعد الاستحقاقات القادمة المزمع تنظيمها في 25 نونبر من هذا الشهر الذي لم يعد يفصلنا عنه ألا أسابيع وليام قليلة.