بقلم أمين بلامين :
تنتظر الرئيس الأميركي باراك أوباما مهمة صعب للفوز بولاية ثانية، وبخاصة أنه عمل بعد وصوله الى البيت الابيض على اساس وعود بتغيير الحياة السياسية، ولاحقاً وجد نفسه مضطرًا لتقليص طموحاته وتعديل خطابه الحزبي بعدما فرض عليه الناخبون تعايشا اليما مع خصومه الجمهوريين.
واشنطن: بالرغم من استمرار نسبة البطالة المرتفعة والمستقبل الاقتصادي الغامض يمكن لباراك اوباما ان يأمل اعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة ولاية ثانية بعد عام، لكن عليه ان يواجه منافسة حادة.
ولا يتوانى خصوم اوباما الجمهوريون عن تذكيره بتصريحاته حول الازمة في 2 شباط/فبراير 2009 عندما بلغت نسبة البطالة الرسمية 7,6% حيث قال "ان لم احل هذه المشكلة في غضون ثلاث سنوات فلن تدوم رئاستي اكثر من ولاية واحدة".
غير ان هذه النسبة تجمدت منذ تموز/يوليو على 9,1% فيما ابدى الاميركيون عبر استطلاع للرأي تلو الاخر عن تراجع ثقتهم في رئيسهم في المسائل الاقتصادية.
واشارت صحيفة نيويورك تايمز الى ان اي رئيس منذ روزفلت لم ينتخب في ظل نسبة بطالة تجاوزت 7,2%. في 18 تشرين الاول/اكتوبر توقع اوباما ان تكون الانتخابات "صعبة، لان الاقتصاد لم يبلغ بعد الحال التي نريدها".
لكن قبل 12 شهرا على استحقاق 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 ما زال العديد من العوامل مجهولا للتنبؤ بنتائجها، بدءا من هوية المرشح الجمهوري، حيث يمكن لمعتدل مثل ميت رومني ان يجذب المزيد من ناخبي اوباما الوسطيين.
وفي نظام ترتدي فيه غنائم الحرب اهمية كبرى تمكن اوباما حتى الان من استقطاب الكثير من المانحين مستفيدا من الجهاز اللوجستي في البيت الابيض, وتتراوح شعبيته حول نسبة 45% لكن الامر قد ينقلب.
لكن مسيرة اوباما نحو اعادة انتخاب محتملة لا تشبه على الاطلاق صعود نجمه المذهل عامي 2007 و2008 حيث تمكن عبر رسائل "التغيير" و"الامل" من سحق المرشحة الديموقراطية المنافسة هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية قبل الفوز على الجمهوري جون ماكين.
وقال الرئيس الاميركي في جولة اخيرة في كاليفورنيا ان حملة 2012 "لن تكون مثيرة الى هذا الحد. لن تحمل تجديدا مشابها. ازداد الشيب في شعري وتلقيت الضربات من كل الجهات".
عام 2008 نسب انتصار اوباما الى تعبئة غير مسبوقة للشباب والاقليات ما سمح له بالفوز في ولايات لطالما كانت جمهورية على غرار فرجينيا وكارولاينا الشمالية. ويكمن التحدي في التمكن من اثارة رد فعل شعبي مماثل في ظروف مختلفة.