سيكون عشاق الساحرة المستديرة في مختلف أنحاء العالم على موعد غاية في الإثارة والحماسة مساء السبت القادم عندما يستضيف ملعب سانتياغو بيرنابيو، ديربي الكرة الاسبانية بين العملاقين ريال مدريد وبرشلونة ضمن منافسات الأسبوع الـ 16 من الدوري المحلي، الذي يتصدره الفريق الملكي بـ 37 نقطة، وبفارق ثلاث نقاط عن غريمه برشلونة حامل اللقب في المواسم الثلاثة الماضية.
وتكتسب تلك المواجهة زخماً خاصاً بين الفريقين الكبيرين، حيث يتوقع أن يستقبل الريال الفريق الكاتالوني بكامل طاقاته، وهو لا يضع نصب عينيه سوى هدف واحد فقط هو الحفاظ على فارق النقاط الثلاث التي تفصله عن البارسا، وذلك على أقل تقدير، في حال لم يتمكن من إلحاق الهزيمة بفريق المدرب غوارديولا. فضلاً عن سعي رجال الملكي الأبيض بكل قوة لمواصلة مشوارهم المتألق حتى الآن، بعد تحقيقهم الفوز في 14 مباراة متتالية في الدوري الاسباني ودوري أبطال أوروبا "التشامبيونزليغ".
بينما يخوض ميسي ورفاقه اللقاء وطموحهم تقليص فارق النقاط مع الريال، خاصة بعد النتائج الجيدة التي حققها الفريق محلياً وأوروبياً عقب الخسارة التي تجرّع مرارتها في الأسبوع الـ 14 للدوري المحلي أمام فريق خيتافي بنتيجة هدف للاشيء.
وفي ظل المنافسة المحتدمة المتوقع مشاهدتها داخل أرضية الميدان بين كافة نجوم الفريقين، على أمل حصد نقاط المباراة الثلاث، فإن هناك منافسة أخرى يتوقع اشتعالها بين أنصار الفريقين في مصر، حيث يحظى الريال والبارسا بأعلى نسبة جماهيرية بين المشجعين المصريين دوناً عن باقي الأندية الأوروبية. ويمكن القول إن تلك المباراة تحديداً، التي تشتهر باسم الكلاسيكو، واحدة من المنافسات الرياضية الأوروبية القليلة التي تحظى باهتمام كبير في أوساط المشجعين والرياضيين والصحافيين المصريين قبل انطلاقها وحتى بعد انتهائها. حيث يستمر السجال والنقاش بين محبي الناديين لدرجة تستشعر فيها مدى حماستهم وحيويتهم.
وكعادتها، حاولت إيلاف جسّ نبض الشارع الرياضي المصري المهتم بهذا الحدث الكبير، من خلال مجموعة من اللقاءات أجرتها مع نقاد وصحافيين ومشجعين من الجنسين بغية الوقوف على توقعاتهم وتقييمهم لما يمكن أن يفضي إليه اللقاء المرتقب.
مروة، طالبة جامعية، قالت من جهتها إنها ورغم ولعها الشديد بنادي برشلونة، إلا أنها تتخوف على الفريق في تلك المقابلة، خاصة في ظل المستوى المتميز الذي يظهر عليه نجوم ريال مدريد خلال الفترة الأخيرة. لكنها تمنت أن يخرج اللقاء على الأقل بنتيجة التعادل، وأن يظهر نجمها المفضل، ليونيل ميسي، في أفضل حالاته، حتى يمتّع محبيه.
بينما أكّد وليد أنور، طالب في المرحلة الثانوية، أن فريقه المفضل ريال مدريد سيكتسح برشلونة بنتيجة كبيرة، وسيخلِّص منه "القديم والجديد"، على حد قوله، وذلك رداً على النتائج المتواضعة التي كان يحققها أمام الفريق الكاتالوني في المواسم الماضية.
وأشار زميله، أحمد محمد، إلى أن اللقاء سيخرج بالتعادل، في ظل الرغبة المتوافرة لدى كلا الفريقين في تحقيق نتيجة إيجابية. وتوقع أن يشهد اللقاء حالة غير مسبوقة من الإثارة، وتوقع كذلك تألقا لافتا للنظر من جانب ميسي ورونالدو، مؤكداً أن التشكيلة التي سيبدأ بها المدربان من البداية ستحدد أمورا كثيرة على مدار المباراة.
وعاود الجنس الناعم مرة أخرى ليؤكد تزايد حظوظ برشلونة في تحقيق نقاط المباراة الثلاث، فقالت هبة، خريجة جامعية، إنها تثق تماماً في أن فريقها، الذي تعتبره الأفضل في العالم عن جدارة واستحقاق، سيواصل مشوار انتصاراته على الفريق الملكي، لافتةً إلى أن العقدة الكاتالونية ستظل قائمة، ليس فقط في تلك المباراة، وإنما في ما هو قادم بينهما من مواجهات خلال المواسم المقبلة، طالما ظل الساحر الأرجنتيني الأسطوري، ليونيل ميسي، لاعباً في صفوف النادي الكاتالوني.
نقدياً، جاءت تحليلات الصحافيين متباينة ومتفاوتة، كل حسب منظوره، رغم إجماع الكل على أن نجوم الفريقين سيقدمون وجبة كروية دسمة لجميع عشاق الساحرة المستديرة. فقال عبد الرحمن الشويخ، صحافي من جريدة الشروق اليومية، إن الريال أفضل حالاً من البارسا، وفرصه أكبر في كسر تفوق الفريق الكاتالوني عليه خلال الفترة الماضية، وكل الظروف مواتية له أن يحقق فوزا يساعده في الابتعاد بالصدارة، وان كان فريق برشلونة قد بات متخصصاً في الكلاسيكو في الفترة الأخيرة. وأكد أن ذلك يزيد دائماً من حظوظ برشلونة في مثل هذه المباريات، خاصة أن نجمه ميسي دائماً ما يبدع ويمتع ويسجل في الكلاسيكو. وختم بقوله " وعلى الصعيد الشخصي، أتمني فوز الميرينجي، وهو ما أتوقع حدوثه أيضاً خلال المباراة".أما عمرو شلتوت، كيميائي، وهو من أكبر مشجعي برشلونة، فلم يأخذ وقتاً طويلاً، حين سألناه عن توقعاته لموقعة الكلاسيكو، حيث سارع بالتأكيد أن البارسا سيفوز بنتيجة لن تقل عن أربعة أهداف، ولفت إلى أن ميسي وتشابي سيكونان كلمة السر في اللقاء. وهو ما دفع زميلا له يدعى، مصطفى عبد المنعم، وهو من أنصار ريال مدريد، ليسخر من توقعات زميله، ويؤكد أن المارد الأبيض سيسحق برشلونة بكل سهولة.
أما الناقد عيد فؤاد، الصحافي في جريدة 24 ساعة اليومية المصرية وجريدة العرب القطرية، فأشار إلى أنه يتوقع انتهاء هذا الديربي بالتعادل الايجابي، وان كانت عوامل الإجادة والرغبة في الفوز ستكون اكبر بالنسبة للبارسا، على اعتبار أن الفارق في النقاط ليس في صالحه، حيث إن هناك فارقاً الآن بـ 3 نقاط وللريال مباراة مؤجلة، الأمر الذي يعني انه لابد من فوز البارسا حتى يظل مطارداً للريال. وتابع :" أما أي نتيجة أخرى فهي تصب في صالح الريال. وأنا أرى أن المباراة ستكون مثيرة كما جرت العادة في مباريات الفريقين خلال السنوات الماضية. وقد تشهد المباراة أيضا تألق ميسي كالعادة وكريستيانو رونالدو، في ظل صراعهما على الفوز بلقب هداف الدوري بعد أن تساويا في الأهداف برصيد 17 هدفاً لكل منهما".
ولم يستبعد الناقد والصحافي أحمد عوض احتمالية حدوث سيناريوهات مثيرة كتلك التي تحدث في مثل هذه اللقاءات، خاصة عندما تكون أرضية الميدان حافلة بكوكبة من المهارات والكفاءات من مختلف الجنسيات. وذهب إلى الاعتقاد أن المباراة ستشهد عدداً كبيراً من الأهداف، لافتاً إلى أن اللقاء سيكون مفتوحاً وأنه سيكون من الصعب تحديد أي من الفريقين الذي سيحسم اللقاء لصالحه نظراً لجنون الكرة في هكذا لقاءات.
فيما أوضح مايكل محسن، المحرر في موقع جوكورة، أن المباراة ستكون تجسيداً حقيقياً لمعارك تكسير العظام، مضيفاً " فالمباراة ستكون مواجهة من العيار الثقيل بين عملاقي الكرة الأسبانية، وهي المباراة التي ينتظرها الملايين لمشاهدة كتيبة النجوم اللامعة بالفريقين. ويأتي الكلاسيكو هذا العام بنكهة خاصة بعدما شهد الموسم الماضي سلسلة مباريات بين الفريقين سواء في الدوري أو الكأس أو دوري الأبطال أو السوبر الأسباني، وكذلك لتفوق ريال مدريد في عدد النقاط للمرة الأولى، إذ يحتل الصدارة بفارق 3 نقاط مع وجود مباراة إضافية في جعبته، وهو ما يجعل من انتصاره ضربة قوية لأحلام الفريق الكاتالوني في الدفاع عن لقبه للعام الرابع على التوالي".
وتابع بقوله :" وفي المقابل، يأمل برشلونة في تضييق فارق النقاط قبل نهاية الدور الأول، علاوة على مواصلة تفوقه الواضح على ريال مدريد في السنوات الأخيرة، فيكفي أن مديره الفني جوسيب غوارديولا لم يتلق الهزيمة أمام الريال في ست مباريات في الليغا، حيث فاز في خمس وتعادل في واحدة، بينما جاءت خسارته الوحيدة أمام الميرينجي في نهائي كأس ملك إسبانيا في الموسم الماضي. وعلى الصعيد الفني، فإن كلا الفريقين قد ادخر أوراقه الرابحة خلال الأسبوع الماضي استعداداً لمواجهة الكلاسيكو المرتقبة، بعدما ضمنا بطاقتي التأهل في دوري الأبطال، وهو ما يعني أن جميع اللاعبين سيكونون في أفضل حالة بدنية ممكنة خلال اللقاء".
وقال أيضاً :" وتدور التكهنات الآن حول طريقة اللعب التي سينتهجها غوارديولا مع البارسا في ذلك اللقاء في ظل ثبات مورينيو في الآونة الأخيرة على طريقة لعب الريال. فالموسم الجاري شهد تنويعاً واضحاً في طرق لعب البارسا بالدفع بثلاثة لاعبين في قلب الدفاع، وهو ما يبدو إحتمالاً قائماً بقوة بالبدء بالثلاثي بويول وبيكيه وأبيدال في قلب الدفاع على أن يميل بويول للناحية اليمنى لمواجهة انطلاقات رونالدو فيما يميل أبيدال يساراً لمواجهة دي ماريا الذي استعاد الكثير من بريقه في المباريات الأخيرة على أن يتكفل بوسكيتس بإبطال مفعول مسعود أوزيل في وسط الملعب، إلا أن غوارديولا قد يفضل إتباع أسلوبه الكلاسيكي مع ريال مدريد بالاكتفاء بقلبي الدفاع بويول وبيكيه من أجل منح حرية الانطلاق بشكل أكبر لداني ألفيش في الجبهة اليمنى وإيقاف تقدم ظهير الريال مارسيلو إذ يتحول ألفيش لمهاجم رابع في الكثير من الأحيان. ويبقى رهان كلّ من غوارديولا ومورينيو قائماً على الحالة الفنية للنجمين ميسي ورونالدو، إذ يعد الأول هو المفتاح الأهم لانتصارات برشلونة الأخيرة على الريال. فيما يمر رونالدو بحالة من التوهج والتألق والإبداع مع الريال، ما يجعله راغباً بقوة في وضع بصمته في الكلاسيكو من خلال قيادته الفريق الملكي من أجل تحقيق الفوز على الغريم التقليدي، فلمن ستكون الغلبة؟