الأولمبي المغربي ينهزم أمام الغابون ويخسر لقب أمم إفريقيا على أرضه

الأولمبي المغربي ينهزم أمام الغابون ويخسر لقب أمم إفريقيا على أرضه



واصل منتخب الغابون مفاجئاته المدوية وحجز بطاقة التأهل لنهائيات مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية بلندن في الصيف المقبل وبعدها تمكن من الظفر بلقب الدورة الأولى لبطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة عقب تفوقه، مساء اليوم السبت بملعب مراكش الجديد، على نظيره المغربي، مستضيف الدورة، في المباراة النهائية بهدفين لواحد.
وسجل المنتخب الأولمبي الغابوني خلال مشواره في التصفيات الأولمبية للمنطقة الإفريقية نتائج باهرة فاجأت كل المتتبعين على اعتبار أن هذا المنتخب لم يكن ضمن المرشحين إلى بلوغ دورة لندن الأولمبية، لكن ما أظهره من آداء متميز وروح قتالية خلال المباريات التي لعبها أكد بأنه منتخب صعب المراس وينبغي أن يضرب له ألف حساب.
ويتوفر منتخب الغابون على لاعبين متمرسين يمتازون بلياقة بدنية هائلة وتقنيات محترمة ما أهلهم لخوض التصفيات الإفريقية بجرأة وحماس رغم نقص الخبرة ، إذ تعتبر المرة الأولى التي سيشارك فيها هذا المنتخب في الألعاب الأولمبية.
وبالعودة إلى المباراة، التي قادها الحكم الملغاشي نامبيا نادرازا، فقد تميزت دقائقها الأولى بفترة جس النبض واتخذ خلالها الفريقان كثيرا من الحيطة والحذر لتفادي الوقوع في مفاجأة قد لا تخدم مصالح أي منهما ،غير أن المنتخب المغربي سرعان ما دخل في المباراة وبدأ مع مرور الوقت يشكل خطورة على دفاع الفريق الغابوني.
وبمرور الربع ساعة الأول من اللعب ازدادت ثقة اللاعبين المغاربة في إمكانياتهم وبدأوا يقومون بحملات سريعة لم تكن لتقلق الحارس نيك موندونغا الذي كانت تدخلاته موفقة.
وبادر المنتخب المغربي إلى فرض سيطرته على وسط الميدان واحتكر لاعبوه الكرة في محاولة لتسجيل هدف السبق غير أن السيطرة كانت تفتقد إلى التركيز ولم تكن تشكل خطورة كبيرة على مرمى الحارس موندونغا الذي كان متألقا إلى جانب الدفاع الذي كان حاضرا بقوة في الأوقات الحرجة.
ولمواجهة اندفاع الفريق المغربي عمد أصدقاء العميد بوسوغو مابيكو إلى نهج أسلوب الهجومات المرتدة السريعة والخاطفة التي كادت في الدقيقة ال17 أن تسفر عن هدف لولا
تدخل الحارس المغربي ياسين الخروبي بنجاح .
ولم تذهب المناورات التي كان يقوم بها هجوم المنتخب المغربي من جميع الجهات سدى بل أثمرت هدفا في الدقيقة 22 بواسطة يونس مختار بعد تمريرة ذكية ومتقنة من زميله عدنان تغدوين في وسط المربع.
وأعطى هذا الهدف شحنة قوية للعناصر الوطنية التي كثفت من هجماتها في محاولة لتسجيل هدف ثان يبعثر أوراق المدرب كلود ألبيرت مبورونوت ويزيد اللاعبين المغاربة ثقة في مؤهلاتهم إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل .
ولم يبق المنتخب الغابوني مكثوف الأرجل بل بادر إلى الهجوم عن طريق المرتدات السريعة، وضد مجرى اللعب وعلى إثر هجوم خاطف تمكن اللاعب كلود أندري جيري من تعديل
النتيجة في الدقيقة 34.
وواصل المنتخب الغابوني، المنتشي بهدف التعادل، زحفه نحو معترك الفريق المغربي مستغلا سوء انتشار لاعبيه وارتباكهم في خط الدفاع ونجح في مضاعفة الحصة في الدقيقة41 بعد خطأ في التغطية لينتهي الشوط الأول بفوز المنتخب الغابوني بهدفين لواحد.
ودخل لاعبو المنتخب المغربي الشوط الثاني بعزيمة أقوى لإعادة الأمور إلى نصابها بتسجيل هدف التعادل من خلال تكثيف الهجمات من كل الجهات مرورا من وسط الميدان عبر يونس مختار وعماد نجاح وإدريس فتوحي والأجنحة بواسطة سفيان البيضاوي وعدنان تغدوين اللذين خلقا عدة متاعب للدفاع الغابوني الذي كان متراصا وحذرا، أجهض كل هذه المحاولات.
وبعد هجوم مرتد قام به الهاجم الخطير نونو آلان انفرد على إثره بالحارس المغربي الذي لم يجد بدا من إسقاطه خارج منطقة ال18 متر ليشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجهه وليتم تعويضه بالحارس الاحتياطي يونس إثري الذي حل محل اللاعب البيضاوي.
وبحثا عن تعديل النتيجة كثف لاعبو المنتخب المغربي من الحملات السريعة كان بعضها يجهض على مشارف مربع العمليات، فيما انتهت الكرة في بعضها الآخر في أحضان الحارس آندري جيري لينتهي اللقاء بفوز المنتخب الغابوني باللقب.
والأكيد أن تتويج منتخب الغابون كان مستحقا على أكثر من صعيد. فهو بدأ البطولة مغمورا وخارج دائرة الحسابات ، لكنه سرعان ما تحول إلى "حصان أسود" نظرا للمردود التقني والبدني والانضباط التكتيكي لعناصره ما خوله أن يكون أول المتأهلين إلى أولمبياد لندن 2012 بعد تغلبه الثلاثاء الماضي في دور نصف النهاية بطنجة على نظيره السينغالي (1-0).
وكان منتخب الغابون قد أنهى منافسات الدور الأول في المركز الثاني ضمن المجموعة الثانية برصيد أربع نقاط من خسارة أمام منتخب مصر (0-1) وتعادل مع منتخب جنوب إفريقيا (1-1) وفوز كاسح على منتخب الكوت ديفوار (3-1).
يذكر أن المنتخب المصري تأهل بدوره إلى دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012، عقب فوزه على نظيره السينغالي 2-0 في مباراة الترتيب التي جرت في رفع ستار المباراة النهائية .
وبات المنتخب المصري، الذي نال الميدالية النحاسية ثالث المتأهلين عن القارة الإفريقية إلى دورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012) بعد المنتخبين الغابوني والمغربي، فيما سيخوض المنتخب السينغالي مباراة فاصلة مع رابع التصفيات الآسيوية يوم 26 أبريل بلندن.
وأشرف الكاميروني عيسى حياتو، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، مرفوقا على الخصوص بمنصف بلخياط، وزير الشباب والرياضية، وعلي الفاسي الفهري، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبعض أعضاء الكونفدرالية، في نهاية هذه البطولة على توزيع الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية على المنتخبات الغابوني البطل والمغرب الوصيف والمصري صاحب المركز الثالث وتسليم كأس البطولة للعميد سيدريك بوسوغو مابيكو.
بطاقة تقنية:
المباراة: المغرب - الغابون 1-2.
الملعب: ملعب مراكش الجديد.
الأرضية: جيدة.
الإنارة: جيدة.
الجمهور: حوالي 25 ألف متفرج.
الحكم: نامبياندرازا حمادة (مدغشقر).
الأهداف:
المغرب: 1 يونس مختار (د 22).
الغابون: 2 أوبيانغ لوندري جيري (د 34) وألين نونو (د 41).
الإنذارات:
المغرب: لاشيء.
الغابون: سيدريك بوسوغو مابيكو (د 27) وريمي نينيت (د 47).
الطرد:
المغرب: ياسين الخروبي (د 65).
الغابون: ديديي ندونغ (د 90+5).
التشكيلتان:
المغرب: ياسين الخروبي - محمد أبرهون - زهير فضال - عبد اللطيف نوصير - زكرياء برغديش - يونس مختار (المهدي بلعروسي د 80) - عماد نجاح (محمد علي بامعمر د 74) - عدنان تيغدوين - إدريس فتوحي - سفيان البيضاوي (الحارس يونس إثري بعد طرد الخروبي د 65) - ياسين القاسمي.
المدرب: بيم فيربيك.
الغابون: نيك موندونغا (ميلي ميكيلا د 62)- هونري جونيور - ألين نونو - أوبيانغ لوندري جيري (ديديي ندونغ د 80) - ريمي نينيت - مولير ديندا - ليونيل ياكويا - أندري بيوغو بوكو - إيمانويل ندونغ مبا - جوهان ديديريت - سيدريك بوسوغو مابيكو.
المدرب: كلود ألبيرت مبورونوت.
تصريحات:
-- بيم فيربيك (مدرب المنتخب المغربي):
" من الطبيعي الاحساس بالحسرة عقب الانهزام في مباراة نهائية. أعربأه عن تهانئي للمنتخب الغابوني الذي يستحق هذا التتويج بالنظر لمشواره الرائع في هذه البطولة. طرد الحارس ياسين الخروبي أثر سلبا على طاء المجموعة. أشكر الجمهور المغربي الذي ساند النخبة الوطنية بطنجة كما في مراكش وأعده بتمثيل مشرف في أولمبياد لندن 2012".
-- إدريس فتوحي (عميد المنتخب المغربي):
"أعرب عن تهانئي لمنتخب الغابون بهذا الفوز. فهو منتخب يتوفر على عناصر جيدة, خاصة على مستوى خط الهجوم الشيء الذي خلق لنا متاعب جمة".
-- كلود ألبيرت مبورونوت (مدرب المنتخب الغابوني):
"إنها لحظة تاريخية هامة وفرحة عارمة نعيشها اليوم بعد هذا الإنجاز الكبير المتمثل في التتويج أبطالا للنسخة الأولى لبطولة إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة والتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012). لقد حققنا الهدف المنشود بانتزاعنا بطاقة التأهل إلى الأولمبياد بفوزنا الثلاثاء الماضي بطنجة على منتخب السينغال. أما تتويجنا أبطالا فجاء ليؤكد بالملموس أن النخبة الغابونبة تتوفر على إمكانات ومؤهلات بشرية وتقنية وبدنية محترمة