ولاد محمد حيدرة:
يعاتبني قلمي يلومني يصب جام غضبه علي وأصابعه التي يشير بها إلى أفكاري متهما إياها بالجمود تكاد تفقئ عيني، يوجه إلى اليوم، لماذا تركتني جانبا كل هذه الفترة؛ لماذا تجمد حبري بداخلي وأنت لم تسل منه قطرة واحدة على ورقة بيضاء لتدب بداخلها حياة تتعايش فيها الأفكار ولو كانت سطحية.
يلومني، لماذا تجنبت رفعي من ذلك الركن الذي بقيت رهينا بداخله أياما وليالي أصلى العزلة عن حبيبتي الأزلية، لا شك أنها وهي بعيدة عني تشتاق بحرقة إلى صولاتي وأنا أنثر خلفي بديع المعاني ومصطفى القول ورائع الكلام على وجهها الأبيض الجميل، لا شك أنها تشتاق إلى سيلي الذي تعشوشب منه مروجها وتكتسي منه ربوعها حلة من الأفكار النيرة تحرك الجامد و تبعث الحياة في الأشياء وهي رميم لتنفخ فيها الروح من جديد.
يسخر مني قلمي، أتراك خفت مما قد تجره عليك قطرة من حبري مزلزل البنيات الراكدة وكاشف الحقائق وفاضح المختبئين خلف أسترة كتم المعلومة عن الآخرين، نعم أيها الجبان الخواف صدقت طبيب الوهم الذي شخص داءك ثم أخرجني من جيبك مشيرا عليك بأني هو الداء فبت تخشى حتى أن تراني، لم يعد لي مكان بين أصابعك التي لم تعد تلتقي إلا لتصفق لأصحاب الأبراج العاجية، فقد خنت عهد الخرساء صاحبة الصرخة المدوية وأصبحت عنها تزور وتبتعد كلما حاولت منك التقرب، فعلتها أيها الخائن، لم يبقى لك إلى أن تكسرني وترمي بي في سلة المهملات غير أنك تعرف أنك إن فعلت ذلك فسأعود إليك كطائر الفينيق من بقايا رفاتي أملأ كل بياض؛ لذلك عدلت عن الفكرة ولم تفعل.
يعاتبني قلمي، لماذا فضلت السير على نهج قومك وهم فيه ضالون عن سواء السبيل، قومك الذين يتصالحون مع كل شيء في هذه الحياة ويطبعون معه سوى أنفسهم والقلم والقراءة، ألم تعلم أن تخلفك عن ركب الحضارة الذي جعلك مشدوها منبهرا بإنجازات الآخرين علته في فتور العلاقة بيني وبينك ،سوء علاقتك مع الأسطر، مع التجوال في طيات الكتب، فمتى تعود إلي ففي حبري ما تبحث عنه، فأقف السطور التي أسطر تكتشف سر نجاحك وتفوقك على من بقيت على آثارهم من المتخلفين.
لماذا قبلت وأنت من اختار مهنة المتاعب مذهبا للتغيير أن يكمم الأسى فمك تتجهم في مستقبلك الذي يرنو إليك فاتحا لك ذراعيه، وقبلت أن يأخذ الإحباط منك ينهش سوسه همتك حتى باتت نخرة لا تقوى على الصمود في وجه الصعاب التي لا بد من اجتيازها للرسو على شاطئ الغد الموعود، لماذا خار عزمك فأصبحت إمعة كلا على الجميع لا تقدر على شيء.
أيها النائم من سباتك أفق، كفاك وأنت نائم تقلبا ذات اليمين وذات الشمال ، كفاك على السرير تثاوبا، أما سمعت بأن من نام لم تنتظره الحياة.
انتفضت، أخذت نفسا عميقا، على رسلك كفى لوما وعتابا، فأفكاري ستمطر عليك مسببة سيولا تجرف وتهدم سدود الصمت التي تحول بين الناس والناصعة المفقودة التي يسير الكل عبر الزمان بحثا عنها فلا تفاجئهم خطابات الناطقين الرسمين إلا بإغاثة المتعطشين إليها بالرمضاء بدل مائها الفرات، ستمزق أعاصير وعواصف سطوري أسترة الفضول ليعرف الجميع الحقيقة، بلى سأفعلها و ابعث صيحتي علانية عبر البيضاء من هضبة آدرار حتى طور سينين تصك آذان الوطن العربي، تنطق البكم ويسمعها الصم. فلم يعد هذا زمن الصمت.
يلومني، لماذا تجنبت رفعي من ذلك الركن الذي بقيت رهينا بداخله أياما وليالي أصلى العزلة عن حبيبتي الأزلية، لا شك أنها وهي بعيدة عني تشتاق بحرقة إلى صولاتي وأنا أنثر خلفي بديع المعاني ومصطفى القول ورائع الكلام على وجهها الأبيض الجميل، لا شك أنها تشتاق إلى سيلي الذي تعشوشب منه مروجها وتكتسي منه ربوعها حلة من الأفكار النيرة تحرك الجامد و تبعث الحياة في الأشياء وهي رميم لتنفخ فيها الروح من جديد.
يسخر مني قلمي، أتراك خفت مما قد تجره عليك قطرة من حبري مزلزل البنيات الراكدة وكاشف الحقائق وفاضح المختبئين خلف أسترة كتم المعلومة عن الآخرين، نعم أيها الجبان الخواف صدقت طبيب الوهم الذي شخص داءك ثم أخرجني من جيبك مشيرا عليك بأني هو الداء فبت تخشى حتى أن تراني، لم يعد لي مكان بين أصابعك التي لم تعد تلتقي إلا لتصفق لأصحاب الأبراج العاجية، فقد خنت عهد الخرساء صاحبة الصرخة المدوية وأصبحت عنها تزور وتبتعد كلما حاولت منك التقرب، فعلتها أيها الخائن، لم يبقى لك إلى أن تكسرني وترمي بي في سلة المهملات غير أنك تعرف أنك إن فعلت ذلك فسأعود إليك كطائر الفينيق من بقايا رفاتي أملأ كل بياض؛ لذلك عدلت عن الفكرة ولم تفعل.
يعاتبني قلمي، لماذا فضلت السير على نهج قومك وهم فيه ضالون عن سواء السبيل، قومك الذين يتصالحون مع كل شيء في هذه الحياة ويطبعون معه سوى أنفسهم والقلم والقراءة، ألم تعلم أن تخلفك عن ركب الحضارة الذي جعلك مشدوها منبهرا بإنجازات الآخرين علته في فتور العلاقة بيني وبينك ،سوء علاقتك مع الأسطر، مع التجوال في طيات الكتب، فمتى تعود إلي ففي حبري ما تبحث عنه، فأقف السطور التي أسطر تكتشف سر نجاحك وتفوقك على من بقيت على آثارهم من المتخلفين.
لماذا قبلت وأنت من اختار مهنة المتاعب مذهبا للتغيير أن يكمم الأسى فمك تتجهم في مستقبلك الذي يرنو إليك فاتحا لك ذراعيه، وقبلت أن يأخذ الإحباط منك ينهش سوسه همتك حتى باتت نخرة لا تقوى على الصمود في وجه الصعاب التي لا بد من اجتيازها للرسو على شاطئ الغد الموعود، لماذا خار عزمك فأصبحت إمعة كلا على الجميع لا تقدر على شيء.
أيها النائم من سباتك أفق، كفاك وأنت نائم تقلبا ذات اليمين وذات الشمال ، كفاك على السرير تثاوبا، أما سمعت بأن من نام لم تنتظره الحياة.
انتفضت، أخذت نفسا عميقا، على رسلك كفى لوما وعتابا، فأفكاري ستمطر عليك مسببة سيولا تجرف وتهدم سدود الصمت التي تحول بين الناس والناصعة المفقودة التي يسير الكل عبر الزمان بحثا عنها فلا تفاجئهم خطابات الناطقين الرسمين إلا بإغاثة المتعطشين إليها بالرمضاء بدل مائها الفرات، ستمزق أعاصير وعواصف سطوري أسترة الفضول ليعرف الجميع الحقيقة، بلى سأفعلها و ابعث صيحتي علانية عبر البيضاء من هضبة آدرار حتى طور سينين تصك آذان الوطن العربي، تنطق البكم ويسمعها الصم. فلم يعد هذا زمن الصمت.