بقلم بلامين
في عالم يسوده الاضطراب والقلق، وتقل فيه فرص النجاة من العنف والقتل..
ظلم وعدوان على الضعفاء من الناس، وانتشار الجشع المالي المصاحب للغباء الدولي في السياسة والثقافة والفن.. إنه شكل من أشكال إعدام الروح الإنسانية !
في عالم ازدواجية الخطاب، وخيانة الضمير والأمانة والحق وغياب المعنى الحقيقي لآدمية الإنسان .. عالم يتبادل فيه الخصمان الشتائم والضرب، وتتحطم فيه قيم الحوار والجوار، الكرامة والاحترام المتبادل على قدم المساواة ..
هل بقيت هناك قيمة للكتابة في زمن : ' إهانة الكاتب ' و' احترام الراقصة ' !
وهل تستطيع الكتابة حقا تغيير هذا العالم ؟
****
في عالم يصف فيه الحاكم رعيته بالجرذان والعملاء .. والمجانين !
في عالم تغتصب فيه الديمقراطية وكرامة العدل وشرف القانون في دولة اسمها فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
في عالم يجوع فيه الملايين بينما حفنة من الناس تموت من التخمة !
هل تستطيع الكتابة تغييره ؟
****
ثم ما معنى أن تكتب في مجتمع لا يقرأ، ولا يتدبر، ولا يعقل ؟
كم هو صعب أن تكتب في ولهذا المجتمع .. وما أقسى الجهل في القرن 21 .
وما معنى أن تكتب فكرة، وبينما تنتظر من الغير نقدها، بهدمها أو بنائها، تجده يحقر من عملك .. إن لم يحمل في وجهك سلاحا !
الكتابة هي الوجه الآخر للحضارة .. والكاتب الحق يقوم بهذا الفعل فعل الكتابة لأنه يبحث عن الحقيقة، والبحث عن الحقيقة في مجتمع لا يقرأ يبدو مهمة صعبة إلى مستحيلة ! بل إنه في مجتمع الظلم يصبح جريمة، أليس غياب الحقيقة دعوة لحضور الظلم ؟!
لماذا ؟
لأن الذي لا يصل إلى الحقيقة يكرهها ويعاديها بالضرورة، علاوة على أن كشف الحقيقة في مجتمع اللاحقيقة يهدد صاحبه بالموت؛ إذ الجاهل بها لا يمكن أن يقدم لك أي شيء سوى الضلال والأوهام والخطأ والأنانية .. إلى حدود الكراهية والحقد .
الكتابة والقراءة وجهان لعملة واحدة .. أو هما معا شرطان ضروريان لنهضة الأمة .
لنكن أكثر صراحة : عندما تغيب الكتابة والقراءة يحضر التلفاز، وهل بالتلفاز سنبني أمتنا ؟
كم يؤلمني ويحزنني أن يقال عن أمتنا لا تقرأ .. وهي التي كانت أولى كلماتها المقدسة