صوت الصحافة: تحدثت المعارضة الاشتراكية الفرنسية بلغة واحدة تجاه الحكم الذي صدر بحق جاك شيراك، حيث رأت فيها إحقاقا للعدالة ومحاولة لتفادي تكون فكرة الإفلات من العقاب لدى البعض، فيما أشاد اليمين الحاكم بشيراك الرئيس الذي "استحق ويستحق تقدير الفرنسيين".
عبر رازي أمادي القيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي، معلقا على الحكم الصادر بحق الرئيس السابق جاك شيراك عن "شعوره بالرأفة على الرجل وشعوره العميق بالعدالة".
وأضاف رازي في نفس السياق، متحدثا لـ"إيلاف": بالتأكيد أن هذه العدالة كانت متأخر، .لكن مع ذلك أحسست بها".
ونفى عضو المكتب الوطني في الحزب الاشتراكي أن "تمس هذه الإدانة مصداقية اليمين في تدبير شؤون الدولة، ويضيف: "هذه المصداقية تأثرت كثيرا نظرا للطريقة التي يدير بها اليمين الدولة ما زاد من تعميق الأزمة".
وأكد القيادي المكلف بالمصالح العمومية في الحزب الاشتراكي، وأحد أوفياء زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين أوبري، أن "قضية الوظائف الوهمية يعود تاريخها إلى سنوات خلت"، في إيحاء إلى كونها لا تلزم الحكومة اليمينية الحالية في شيء.
وإن كان مرشح الاشتراكيين للرئاسيات المقبلة سيستثمر هذه الإدانة بشكل يزيد أكثر من شعبيته، يعتقد رازي "أن مرشحنا قوي بانسجامه مع نفسه وإرادته لإرساء العدالة الاجتماعية والمساواة وليس باستفادته من هذه القضية أو تلك".
وعرف سيد الإليزيه السابق بعلاقاته الشخصية مع عدد من الحكام العرب، وهي علاقات لا يرى القيادي الاشتراكي أن بإمكانها أن تتأثر بهذه الإدانة التي صدرت بحقه.
من جانبه، يرى فرانسوا هولاند، ممثل الاشتراكيين في الرئاسيات المقبلة، أن بث القضاء في هذه القضية كان ضروريا تفاديا "لتكون إحساس الإفلات من العقاب" لدى الفرنسيين، مستغلا الفرصة لطرح منصب الرئاسة في علاقتها بالقضاء للنقاش.
اليمين الفرنسي يشيد بشيراك الرئيس
القيادي الاشتراكي رازي تحدث لإيلاف بنفس النبرة التي تحدث بها "رفاقه" في هذا التنظيم بشأن قضية شيراك، إلا أن اليمين الحاكم و على رأسه الإليزيه جاء بخطاب مغاير، فيه الكثير من التقدير لشيراك الرئيس الذي قطن الإليزيه لولايتين.
في هذا الإطار ذكر بيان للرئاسة الفرنسية أنه "لا يجب أن ننسى في هذه الظروف الانخراط الثابت لجاك شيراك في خدمة الدولة، وهو ما استحق ويستحق عليه تقدير الفرنسيين".
الوزير الأول الفرنسي فرانسوا فيون ،ومن رحلة عمل خارج فرنسا، يرى أن الحكم كان "متأخرا كثيرا بعد 25 سنة من الوقائع، وهو قرار، برأيي، لا يأتي ليمس العلاقة الشخصية التي تربط شيراك بالفرنسيين".
من جهتها،عبرت وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي عن تعاطفها مع الرئيس السابق و تقديرها له،و هي ترى فيه "الرئيس الكبير الذي قال لا لحرب العراق،و الذي لم يسبق له أن دخل في توافقات مع اليمين المتطرف،و كان عمدة كبير لباريس".
و يحظى شيراك اليوم بشعبية كبيرة في أوساط الفرنسيين، ويعتبر المؤسس الحقيقي لأول قوة سياسية في فرنسا اليوم، الاتحاد من أجل حركة شعبية، وأي ضرر يمكن أن يمس هذه العلاقة يعتقد مراقبون أنها ستضر بالأغلبية الحاكمة المنبثقة من التنظيم السياسي المذكور.
سنتان مع وقف التنفيذ
كان القضاء الفرنسي أدان، الخميس، جاك شيراك بسنتين موقوفة التنفيذ في قضية الوظائف الوهمية المعروفة، والتي تعود إلى الفترة التي شغل فيها شيراك منصب عمدة باريس، إذ تم تسخير موظفين لحساب الحزب الديغولي الذي كان يتزعمه، والذين كانوا يتقاضون رواتبهم من بلدية العاصمة الفرنسية.
ووجهت للرئيس السابق تهم "خيانة الأمانة"، "اختلاس أموال عامة" و"استغلال النفوذ غير المشروع"، بعد تحقيقات فتحت حول القضية، التي أصبحت تعرف بالوظائف الوهمية، منذ أن كان رئيسا للبلاد، إلا أن الحصانة التي كان يتمتع بها كسيد الإليزيه لم تكن تسمح للقضاء بمتابعته.
و يعرف شيراك، الذي يوصف من بعض الكتاب بصديق العرب، وهو أحد عشاق مدينة تارودانت بالمغرب، مشاكل صحية نظرا لكبر سنه، ما خول له بناء على خبرة طبية عدم حضور محاكمته، حيث يعاني من مصاعب في استرجاع الذاكرة.