تتباين مواقف المعارضين السوريين تجاه ما يطلبونه من جامعة الدول العربية لاتخاذ موقف صارم من نظام الرئيس بشار الأسد. يأتي ذلك فيما تشير عدة مصادر إلى أنّ مجلس التعاون الخليجي الذي سيعقد اجتماعا الاثنين ربما يقدم مبادرة إلى سوريا مشابهة لمبادرته إلى اليمن.
صوت الصحافة: تمّ الإعلان عن تأجيل اجتماع كان مقررا عقده السبت في العاصمة المصرية القاهرة حول الوضع في سوريا، إلى موعد يتحدد في وقت لاحق لإفساح المجال، على ما يبدو، لاجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي من المتوقع ان ينعقد الاثنين و يقدّم مبادرة للرئيس بشار الأسد على غرار المبادرة اليمنية لم ُيكشف عن محتواها.
وفي الأثناء، تُطرح عدة تساؤلات من قبيل، ما الذي تريده المعارضة السورية من الجامعة العربية؟
"ايلاف" استقصت آراء شرائح مختلفة من المعارضة.
فراس قصاص المنسق العام للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري قال لـ"ايلاف"إن توقعاته من الجامعة العربية"لا يمكن ان ترتقي الى الحسم المطلوب لمصلحة إيقاف القتل ووضع حد لجرائم النظام السوري ضد شعبه، ولا سيما أنّ الجامعة قد منحت ذلك النظام في المراحل الماضية مهلا متتالية بدت للسوريين و كأنها فرص ومناسبات حقيقية كي يستكمل بشار الاسد قتله للمتظاهرين المطالبين بالحرية في سوريا".
ومع ذلك، طالب قصاص الجامعة العربية هذه المرة بـ"ان ترفع ملف النظام السوري الى مجلس الامن وتطالب بتأمين الحماية الدولية للمدنيين حتى ولو أدى ذلك الى تدخل عسكري يشابه ما حصل في ليبيا".
وبيّن أنه "من دون تقويض عوامل القمع وادواته التي يقف على رأسها بشار الاسد شخصيا، لا يمكن ان يتوقف القتل واستهداف المدنيين في سوريا".
كما دعا وبقوة كل الدول الفاعلة في الجامعة إلى "ان تنخرط بكل ثقلها لكي تؤمن الدعم اللازم حتى تتأمن تلك الحماية، دون ذلك لن ترتقي الجامعة إلى مستوى المسؤولية التي تفرضها عليها اللحظة التاريخية التي تعيشها بلادنا و التي تؤسس لغد ومستقبل لا بديل فيه عن الحرية قدرا للانسان السوري و عنوانا لحياته ووجوده".
وحول موقف الحكومة العراقية من الثورة السورية في الجامعة وكواليسها أجاب قصاص "انه يعكس الى حد بعيد التشوه البنيوي الذي تعانيه العملية السياسية العراقية، في مصداقيتها الديمقراطية على وجه الخصوص، فبدلا من الدعم الكامل لثورة الشعب السوري المطالبة بالحرية، يظهر موقف الحكومة العراقية الموالي للنظام السوري، رغم انه التوأم العقائدي والشمولي والفاشي لنظام صدام حسين الذي عانى منه الشعب العراقي و كل الطيف السياسي الذي يحتل موقع السلطة اليوم في العراق".
وأكد "أن هذا الموقف يُظهر أن ثقافة الاستبداد التي رعاها و شيّدها ورسّخها النظام العراقي السابق، ما زالت حاضرة وبقوة في صفوف الحكومة العراقية الحالية ولم يتم تجاوزها او القطع معها، ناهيك عن تبعية تلك الحكومة الى النظام الإيراني الذي اعلن و بشكل سافر و بشع عن دعمه الكامل لعصابة القمع و بشار الاسد في سوريا".
وشدد على أنه "بناء على ذلك فوساطة الحكومة العراقية التي يجري الحديث عنها غير متوقع لها النجاح او الحيادية و هي لذلك لا يمكن ان تحمل الحلول و النتائج التي يتطلع اليها الشعب السوري".
فريد الغادري المعارض السوري المقيم في الولايات المتحدة الاميركية تمنى من الجامعة العربية في تصريح لـ"إيلاف" ألا تنسى"ان 32 طفلا من درعا البطلة أنقذت الدول العربية باجمعها من طغيان ملالي ايران وان لاينسوا شعوبنا المطالبة بعدالة اقتصادية وليس بأحكام لا طائل منها".
الكتلة الوطنية تقترح على المعارضة والجامعة العربية
عقاب يحيى الناطق الرسمي باسم الكتلة الوطنية الديمقراطية للسوريين في الخارج أوضح لـ"إيلاف"أنه عبر الحوار بين "المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق وأطراف أخرى معارضة في القاهرة منها المحامي هيثم المالح وربيع دمشق عبر الدكتور وليد البني والكتلة الوطنية الديمقراطية للسوريين في الخارج التي كنا نمثلها بعدد من الأخوة تقدمنا بمبادرتين، الأولى لتوحيد المعارضة تتلخص بتوسيع المجلس الوطني بشكل فعال، ومشاركة هيئة التنسيق وبقية الأطراف بنسب معقولة، وزيادة عدد الأمانة العامة إلى نحو خمسين عضواً، وكذا المكتب التنفيذي إلى 15 عضواً . ورغم الترحيب بهذه المبادرة إلا أنها لم تتجسّد بسبب بعض الخلافات التي ما زالت قائمة، خصوصاً بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق، وبالذات في ما يتعلق ب"الورقة التنظيمية"، وربما بعض النقاط الأخرى التي تخصّ المرحلة الانتقالية".
وأكد أن المبادرة الثانية كانت" في سبيل التقدّم بورقة سياسية مشتركة للجامعة العربية وجرت عدة لقاءات تشاورية، ثم شكّلت لجنة لصياغة ورقة مشتركة ساهم فيها إثنان من هيئة التنسيق والمحامي هيثم المالح والدكتور وليد البني، وأنا كناطق رسمي باسم الكتلة الوطنية الديمقراطية، وتقدّمنا ـ نحن باسم الكتلة ـ بصياغة متكاملة للمرحلتين الحالية والانتقالية، رحبّ بها الحضور، ثم تمّ تأجيل الاجتماع لغياب مندوبين عن المجلس الوطني".
وأشار إلى أنه عبر تواصلنا خلال الأيام القليلة الماضية مع بعض أعضاء اللجنة، خاصة الأستاذين هيثم ووليد، علمنا أنهم اعتمدوا ورقتنا (مع تعديلات طفيفة) وسيقومون بتسليمها للجامعة العربية، وعلى أن تقوم (اللجنة التحضيرية) بمواصلة اجتماعاتها لاحقاً تحضيراً لانعقاد " المؤتمر السوري" الذي يفترض أن يعقد برعاية الجامعة العربية ".
ولفت الى "أن الجامعة العربية ومبادرتها عرفت مماطلة مريبة تداخلت فيها عديد الأطراف العربية والإقليمية والدولية لتفريغها، أو قذفها بعيداً تحت ما يعرف ب"توسيط" العراق وما يحكى هذه الأيام عن " مشروع مبادرة" يتقدّم بها يقال إنها تشبه " المبادرة الخليجية" حول اليمن، وأن " اتصالات يجريها هؤلاء مع" معارضة سورية" لقوا تجاوباً منها حول " النقاط المطروحة"، التي لا نعرف عنها شيئاً وإن كانت بعض السيناريوهات تتسرّب كجسّ نبض حول عمليات انتقال ما للسلطة من الوريث لنائبه، وتشكيل حكومة انتقالية " تشارك فيها أطراف معارضة".
ولفت يحيى إلى "انه يجري التعتيم على من تكون تلك المعارضة، بينما تنتشر أخبار عن لقاءات مع قدري جميل وجماعته، وبعض المعارضين المدجنين والرخويين ..في حين يريد البعض الغمغمة في طبيعة تلك الاتصالات وزجّ بعض العناوين والأسماء ضمن محاولة واضحة للبلبلة والتشتيت ".
وقال يحيى" انه بشكل عام فإن الشيء الوحيد الذي يمكن القبول به من قبل الحراك الثوري، والمعارضة الحقيقية لن يكون أقل من التفاوض مع بعض رموز السلطة ممن لم تلوث أيديهم بدماء السوريين حول تسليم السلطة لحكومة انتقالية يختارها الثوار وممثوهم لمرحلة يمكن أن تكون عاماً يجري خلالها إعداد دستور عصري، وتكريس التعددية، ووضع أسس الدولة المدنية الديمقراطية، وإقامة انتخابات رئاسية وبرلمانية، إلى جانب مجموعة من المسائل التي تمّ طرحها".
وبيّن "أن هناك من يطرح مسألة أن يتولى الجيش عملية التفاوض ـ على الطريقة المصرية، بينما يمكن أن تكون كل هذه " الطبخة" مجرد مناورات ملغومة لا أكثر ".
وأعرب عن تخوفه من اجتماع مجلس الجامعة العربية وقال "الخوف كبير من أن يستمر في عملية التأجيل وإعطاء المهل، ومحاولات منح نظام الطغمة وقتاً آخر لسفك الدماء تحت مظلة " مبادرة للتسوية"، خاصة وأننا نلمس تراجعاً في النوايا التي عبّر عنها المجلس سابقاً في تحويل ملف النظام للهيئة الأممية، وهو ما يعكس التباينات داخل المجلس، ووجود أطراف فيه تريد الالتفاف على جوهر ما يجري من نهج قمعي ـ إبادي ضد شعبنا ومدننا الثائرة، ومحاولة إنقاذ النظام بوسائل متعددة، والمضحك المبكي أن من ركب الدبابة الخارجية لتدمير الدولة العراقية يتحدث اليوم عن المخاطر الخارجية والمؤامرات التي تستهدف سوريا، بينما يراد تلطيخ سمعة ومطالب الثوار بالحماية الدولية للمدنيين عبر الهيئة الدولية بأنه تدخل خارجي".
وعبّر عن اعتقاده أن مجلس الجامعة العربية "لا يملك الكثير لتقديمه لشعبنا وثورته، وهذا ما يجب أن يضع الثورة أمام الاعتماد على ذاتها أولاً، وعدم الرهان على ما قد " تجود" به الجامعة العربية العاجزة أصلاً، والمنهكة بقدراتها وتأثيرها ".
المعارض السوري مؤمن كويفاتية قال لـ"إيلاف" ما أريده من الجامعة العربية هو ما يريده شعبنا السوري العظيم ، "نقل الملف إلى المجتمع الدولي والتدويل لطلب الحماية الدولية والحظر الجوي وتقديم المجرمين الى المحكمة الدولية وليدعوا باقي المشوار علينا، لا أن يكونوا العقبة، وأن يدعمونا بكل ما أوتوا من قوة حتى نُحرر أرضنا من دنس الأسد وعصاباته القاتلة كي نعيش بسلام".
وأكد " نقدر عالياً موقف السعودية وقطر وكل من يتحرك لأجل وقف حمامات الدم في سوريا، وما نريده دعماً مالياً وإغاثياً وتسليحياً ولوجستياً وكل أنواع الدعم، ونريد منهم موقفاً يُشعرنا بالمسؤولية، وليس الدق والطرب والبيانات الفضفاضة، وتصل فيهم إلى تسليم رقابنا إلى العراق الطائفي، الذي تحول من العروبة، وصار عبر المالكي والصدر أداة من أدوات إيران ولا نريد ان يتم ترك الملف أيضا بيد الجامعة العربية ".
موقف إعلام المعارضة السورية من الجامعة العربية
المهندس أيمن عبد النور رئيس تحرير نشرة كلنا شركاء المعارضة قال لـ"إيلاف" ان ما يريده من الجامعة العربية "هو ان يتم إعلان صريح وواضح عما تم التوصل إليه مع النظام السوري وفضح مناوراته التي هدف من خلالها إلى كسب الوقت ولم ينفذ اي بند من كل بنود الاتفاق وليس فقط موضوع المراقبين".
وقال "ان ما يريده ايضا هو ان تطبق الجامعة أقصى العقوبات بحق النظام وان تعلن أن هذه العقوبات التي لا تعني أن النظام سيسقط بل لا بد من دعم ومؤازرة دولية بالضغط على النظام من اجل حماية المدنيين وتسليم المتورطين بالقتل والتعذيب للمحكمة الدولية ".
من جانبه أعرب الإعلامي والمعارض السوري الكردي نواف خليل عن أمله في تصريح لـ"إيلاف" أن تتمكن الجامعة العربية "من أن تتجاوز سياسة النظام التي باتت معروفة للقاصي والداني التي تعمل للالتفاف القرارات الدولية والعربية من خلال كسب المزيد من الوقت وهذا يعني مزيدا من القتل كما يتضح في الأيام الأخيرة التي وصل فيها الخيار الأمني إلى درجات غير معقولة".
كما أمل "أن تنجح الجامعة في أن تكون على قدر الآمال التي يعلق عليها الشعب السوري في الآونة الأخيرة وان تتمكن من إرسال المراقبين الذين يمكن من خلالهم نقل صورة حقيقة لما يجري، لاني أعتقد ان العالم سيصدم من حجم الأهوال والمآسي التي خلفها كل يوم آلة القتل للنظام الديكتاتوري في سوريا، سيكتشف العالم شجاعة وعظمة الشعب السوري كما سيكتشف هجمية النظام حينها سيهب كل من بقي من احرار في المنطقة والعالم للوقوف الى جانب ثورة الشعب السوري بجميع قومياته وطوائفه".
وطالب "أن تساهم جامعة الدول العربية في حفظ دماء السوريين وان تخفف من الام الشعب السوري العظيم الثائر والسائر على طريق نيل حريته وإسقاط النظام الحاكم بجميع رموزه ومرتكزاته من خلال قرارات حازمة وعدم اعطاء دقيقة اضافية لهذا النظام الدموي وذلك من خلال القدرة على وضع حد لمناورات النظام السوري الذي لم يعد يملك عدا التهديد والوعيد بحرق المنطقة".
صوت الصحافة: تمّ الإعلان عن تأجيل اجتماع كان مقررا عقده السبت في العاصمة المصرية القاهرة حول الوضع في سوريا، إلى موعد يتحدد في وقت لاحق لإفساح المجال، على ما يبدو، لاجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي من المتوقع ان ينعقد الاثنين و يقدّم مبادرة للرئيس بشار الأسد على غرار المبادرة اليمنية لم ُيكشف عن محتواها.
وفي الأثناء، تُطرح عدة تساؤلات من قبيل، ما الذي تريده المعارضة السورية من الجامعة العربية؟
"ايلاف" استقصت آراء شرائح مختلفة من المعارضة.
فراس قصاص المنسق العام للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري قال لـ"ايلاف"إن توقعاته من الجامعة العربية"لا يمكن ان ترتقي الى الحسم المطلوب لمصلحة إيقاف القتل ووضع حد لجرائم النظام السوري ضد شعبه، ولا سيما أنّ الجامعة قد منحت ذلك النظام في المراحل الماضية مهلا متتالية بدت للسوريين و كأنها فرص ومناسبات حقيقية كي يستكمل بشار الاسد قتله للمتظاهرين المطالبين بالحرية في سوريا".
ومع ذلك، طالب قصاص الجامعة العربية هذه المرة بـ"ان ترفع ملف النظام السوري الى مجلس الامن وتطالب بتأمين الحماية الدولية للمدنيين حتى ولو أدى ذلك الى تدخل عسكري يشابه ما حصل في ليبيا".
وبيّن أنه "من دون تقويض عوامل القمع وادواته التي يقف على رأسها بشار الاسد شخصيا، لا يمكن ان يتوقف القتل واستهداف المدنيين في سوريا".
كما دعا وبقوة كل الدول الفاعلة في الجامعة إلى "ان تنخرط بكل ثقلها لكي تؤمن الدعم اللازم حتى تتأمن تلك الحماية، دون ذلك لن ترتقي الجامعة إلى مستوى المسؤولية التي تفرضها عليها اللحظة التاريخية التي تعيشها بلادنا و التي تؤسس لغد ومستقبل لا بديل فيه عن الحرية قدرا للانسان السوري و عنوانا لحياته ووجوده".
وحول موقف الحكومة العراقية من الثورة السورية في الجامعة وكواليسها أجاب قصاص "انه يعكس الى حد بعيد التشوه البنيوي الذي تعانيه العملية السياسية العراقية، في مصداقيتها الديمقراطية على وجه الخصوص، فبدلا من الدعم الكامل لثورة الشعب السوري المطالبة بالحرية، يظهر موقف الحكومة العراقية الموالي للنظام السوري، رغم انه التوأم العقائدي والشمولي والفاشي لنظام صدام حسين الذي عانى منه الشعب العراقي و كل الطيف السياسي الذي يحتل موقع السلطة اليوم في العراق".
وأكد "أن هذا الموقف يُظهر أن ثقافة الاستبداد التي رعاها و شيّدها ورسّخها النظام العراقي السابق، ما زالت حاضرة وبقوة في صفوف الحكومة العراقية الحالية ولم يتم تجاوزها او القطع معها، ناهيك عن تبعية تلك الحكومة الى النظام الإيراني الذي اعلن و بشكل سافر و بشع عن دعمه الكامل لعصابة القمع و بشار الاسد في سوريا".
وشدد على أنه "بناء على ذلك فوساطة الحكومة العراقية التي يجري الحديث عنها غير متوقع لها النجاح او الحيادية و هي لذلك لا يمكن ان تحمل الحلول و النتائج التي يتطلع اليها الشعب السوري".
فريد الغادري المعارض السوري المقيم في الولايات المتحدة الاميركية تمنى من الجامعة العربية في تصريح لـ"إيلاف" ألا تنسى"ان 32 طفلا من درعا البطلة أنقذت الدول العربية باجمعها من طغيان ملالي ايران وان لاينسوا شعوبنا المطالبة بعدالة اقتصادية وليس بأحكام لا طائل منها".
الكتلة الوطنية تقترح على المعارضة والجامعة العربية
عقاب يحيى الناطق الرسمي باسم الكتلة الوطنية الديمقراطية للسوريين في الخارج أوضح لـ"إيلاف"أنه عبر الحوار بين "المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق وأطراف أخرى معارضة في القاهرة منها المحامي هيثم المالح وربيع دمشق عبر الدكتور وليد البني والكتلة الوطنية الديمقراطية للسوريين في الخارج التي كنا نمثلها بعدد من الأخوة تقدمنا بمبادرتين، الأولى لتوحيد المعارضة تتلخص بتوسيع المجلس الوطني بشكل فعال، ومشاركة هيئة التنسيق وبقية الأطراف بنسب معقولة، وزيادة عدد الأمانة العامة إلى نحو خمسين عضواً، وكذا المكتب التنفيذي إلى 15 عضواً . ورغم الترحيب بهذه المبادرة إلا أنها لم تتجسّد بسبب بعض الخلافات التي ما زالت قائمة، خصوصاً بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق، وبالذات في ما يتعلق ب"الورقة التنظيمية"، وربما بعض النقاط الأخرى التي تخصّ المرحلة الانتقالية".
وأكد أن المبادرة الثانية كانت" في سبيل التقدّم بورقة سياسية مشتركة للجامعة العربية وجرت عدة لقاءات تشاورية، ثم شكّلت لجنة لصياغة ورقة مشتركة ساهم فيها إثنان من هيئة التنسيق والمحامي هيثم المالح والدكتور وليد البني، وأنا كناطق رسمي باسم الكتلة الوطنية الديمقراطية، وتقدّمنا ـ نحن باسم الكتلة ـ بصياغة متكاملة للمرحلتين الحالية والانتقالية، رحبّ بها الحضور، ثم تمّ تأجيل الاجتماع لغياب مندوبين عن المجلس الوطني".
وأشار إلى أنه عبر تواصلنا خلال الأيام القليلة الماضية مع بعض أعضاء اللجنة، خاصة الأستاذين هيثم ووليد، علمنا أنهم اعتمدوا ورقتنا (مع تعديلات طفيفة) وسيقومون بتسليمها للجامعة العربية، وعلى أن تقوم (اللجنة التحضيرية) بمواصلة اجتماعاتها لاحقاً تحضيراً لانعقاد " المؤتمر السوري" الذي يفترض أن يعقد برعاية الجامعة العربية ".
ولفت الى "أن الجامعة العربية ومبادرتها عرفت مماطلة مريبة تداخلت فيها عديد الأطراف العربية والإقليمية والدولية لتفريغها، أو قذفها بعيداً تحت ما يعرف ب"توسيط" العراق وما يحكى هذه الأيام عن " مشروع مبادرة" يتقدّم بها يقال إنها تشبه " المبادرة الخليجية" حول اليمن، وأن " اتصالات يجريها هؤلاء مع" معارضة سورية" لقوا تجاوباً منها حول " النقاط المطروحة"، التي لا نعرف عنها شيئاً وإن كانت بعض السيناريوهات تتسرّب كجسّ نبض حول عمليات انتقال ما للسلطة من الوريث لنائبه، وتشكيل حكومة انتقالية " تشارك فيها أطراف معارضة".
ولفت يحيى إلى "انه يجري التعتيم على من تكون تلك المعارضة، بينما تنتشر أخبار عن لقاءات مع قدري جميل وجماعته، وبعض المعارضين المدجنين والرخويين ..في حين يريد البعض الغمغمة في طبيعة تلك الاتصالات وزجّ بعض العناوين والأسماء ضمن محاولة واضحة للبلبلة والتشتيت ".
وقال يحيى" انه بشكل عام فإن الشيء الوحيد الذي يمكن القبول به من قبل الحراك الثوري، والمعارضة الحقيقية لن يكون أقل من التفاوض مع بعض رموز السلطة ممن لم تلوث أيديهم بدماء السوريين حول تسليم السلطة لحكومة انتقالية يختارها الثوار وممثوهم لمرحلة يمكن أن تكون عاماً يجري خلالها إعداد دستور عصري، وتكريس التعددية، ووضع أسس الدولة المدنية الديمقراطية، وإقامة انتخابات رئاسية وبرلمانية، إلى جانب مجموعة من المسائل التي تمّ طرحها".
وبيّن "أن هناك من يطرح مسألة أن يتولى الجيش عملية التفاوض ـ على الطريقة المصرية، بينما يمكن أن تكون كل هذه " الطبخة" مجرد مناورات ملغومة لا أكثر ".
وأعرب عن تخوفه من اجتماع مجلس الجامعة العربية وقال "الخوف كبير من أن يستمر في عملية التأجيل وإعطاء المهل، ومحاولات منح نظام الطغمة وقتاً آخر لسفك الدماء تحت مظلة " مبادرة للتسوية"، خاصة وأننا نلمس تراجعاً في النوايا التي عبّر عنها المجلس سابقاً في تحويل ملف النظام للهيئة الأممية، وهو ما يعكس التباينات داخل المجلس، ووجود أطراف فيه تريد الالتفاف على جوهر ما يجري من نهج قمعي ـ إبادي ضد شعبنا ومدننا الثائرة، ومحاولة إنقاذ النظام بوسائل متعددة، والمضحك المبكي أن من ركب الدبابة الخارجية لتدمير الدولة العراقية يتحدث اليوم عن المخاطر الخارجية والمؤامرات التي تستهدف سوريا، بينما يراد تلطيخ سمعة ومطالب الثوار بالحماية الدولية للمدنيين عبر الهيئة الدولية بأنه تدخل خارجي".
وعبّر عن اعتقاده أن مجلس الجامعة العربية "لا يملك الكثير لتقديمه لشعبنا وثورته، وهذا ما يجب أن يضع الثورة أمام الاعتماد على ذاتها أولاً، وعدم الرهان على ما قد " تجود" به الجامعة العربية العاجزة أصلاً، والمنهكة بقدراتها وتأثيرها ".
المعارض السوري مؤمن كويفاتية قال لـ"إيلاف" ما أريده من الجامعة العربية هو ما يريده شعبنا السوري العظيم ، "نقل الملف إلى المجتمع الدولي والتدويل لطلب الحماية الدولية والحظر الجوي وتقديم المجرمين الى المحكمة الدولية وليدعوا باقي المشوار علينا، لا أن يكونوا العقبة، وأن يدعمونا بكل ما أوتوا من قوة حتى نُحرر أرضنا من دنس الأسد وعصاباته القاتلة كي نعيش بسلام".
وأكد " نقدر عالياً موقف السعودية وقطر وكل من يتحرك لأجل وقف حمامات الدم في سوريا، وما نريده دعماً مالياً وإغاثياً وتسليحياً ولوجستياً وكل أنواع الدعم، ونريد منهم موقفاً يُشعرنا بالمسؤولية، وليس الدق والطرب والبيانات الفضفاضة، وتصل فيهم إلى تسليم رقابنا إلى العراق الطائفي، الذي تحول من العروبة، وصار عبر المالكي والصدر أداة من أدوات إيران ولا نريد ان يتم ترك الملف أيضا بيد الجامعة العربية ".
موقف إعلام المعارضة السورية من الجامعة العربية
المهندس أيمن عبد النور رئيس تحرير نشرة كلنا شركاء المعارضة قال لـ"إيلاف" ان ما يريده من الجامعة العربية "هو ان يتم إعلان صريح وواضح عما تم التوصل إليه مع النظام السوري وفضح مناوراته التي هدف من خلالها إلى كسب الوقت ولم ينفذ اي بند من كل بنود الاتفاق وليس فقط موضوع المراقبين".
وقال "ان ما يريده ايضا هو ان تطبق الجامعة أقصى العقوبات بحق النظام وان تعلن أن هذه العقوبات التي لا تعني أن النظام سيسقط بل لا بد من دعم ومؤازرة دولية بالضغط على النظام من اجل حماية المدنيين وتسليم المتورطين بالقتل والتعذيب للمحكمة الدولية ".
من جانبه أعرب الإعلامي والمعارض السوري الكردي نواف خليل عن أمله في تصريح لـ"إيلاف" أن تتمكن الجامعة العربية "من أن تتجاوز سياسة النظام التي باتت معروفة للقاصي والداني التي تعمل للالتفاف القرارات الدولية والعربية من خلال كسب المزيد من الوقت وهذا يعني مزيدا من القتل كما يتضح في الأيام الأخيرة التي وصل فيها الخيار الأمني إلى درجات غير معقولة".
كما أمل "أن تنجح الجامعة في أن تكون على قدر الآمال التي يعلق عليها الشعب السوري في الآونة الأخيرة وان تتمكن من إرسال المراقبين الذين يمكن من خلالهم نقل صورة حقيقة لما يجري، لاني أعتقد ان العالم سيصدم من حجم الأهوال والمآسي التي خلفها كل يوم آلة القتل للنظام الديكتاتوري في سوريا، سيكتشف العالم شجاعة وعظمة الشعب السوري كما سيكتشف هجمية النظام حينها سيهب كل من بقي من احرار في المنطقة والعالم للوقوف الى جانب ثورة الشعب السوري بجميع قومياته وطوائفه".
وطالب "أن تساهم جامعة الدول العربية في حفظ دماء السوريين وان تخفف من الام الشعب السوري العظيم الثائر والسائر على طريق نيل حريته وإسقاط النظام الحاكم بجميع رموزه ومرتكزاته من خلال قرارات حازمة وعدم اعطاء دقيقة اضافية لهذا النظام الدموي وذلك من خلال القدرة على وضع حد لمناورات النظام السوري الذي لم يعد يملك عدا التهديد والوعيد بحرق المنطقة".