خرج سكان دور الصفيح في مديونة، بضواحي مدينة الدارالبيضاء، أول أمس الأحد، في مسيرة احتجاج، جابت أهم شوارع المدينة للمطالبة بسكن لائق، وتسريع وتيرة استفادتهم من مشروع إعادة إسكانهم.
ورفع سكان "الكاريانات"، الذين تجاوز عددهم 200 شخص، شعارات تطالب بفتح "حوار جاد، وتدخل السلطات العليا"، لضمان حقهم في سكن لائق. وقال المتضررون من ملف السكن بمديونة، في بيان أرسل إلى مختلف المصالح المعنية على الصعيد الإقليمي والجهوي، تتوفر "المغربية" على نسخة منه، إن "المسؤولين المحليين يعاكسون مخططات القضاء على دور الصفيح، ويرفضون ترجمة التوجيهات العليا إلى واقع ملموس، ترتاح إليه نفوس قاطني دور الصفيح"، مؤكدين استمرارهم في "الاحتجاج والتظاهر السلمي والحضاري"، حتى إيصال ندائهم.
ويطالب المحتجون بتحيين لائحة الأسر المستفيدة من مشروع إعادة إسكان قاطني دور الصفيح بمديونة، والتجهيز الكامل للمشروع، وتوفر جميع المرافق العمومية الضرورية، وتسوية الوضعية القانونية للوعاء العقاري المخصص لجميع المستفيدين من إعادة الإيواء.
وقال نبيل الحكيمي، أحد المتضررين من ملف السكن بمديونة، في تصريح لـ"المغربية"، إن "السكان فقدوا الثقة في المسؤولين المحليين، ومستعدون لبدل كل ما في وسعهم للدفاع عن حقهم في السكن اللائق، ولن يخيفهم التهديد بالاعتقال، أمام الدفاع عن حقهم في العيش الكريم".
ويفوق عدد المتضررين من ملف السكن في مديونة ألف أسرة، حسب لجنة "التنسيق المحلية لسكان الكاريانات"، بينما تقول السلطات المحلية إن هناك حوالي 500 أسرة فقط.
ويعود أصل المشكل إلى سنة 1988، حين أحصت السلطات سكان دور الصفيح تمهيدا لاستفادتها، لكنها خصصت أرض "الشياع" لإعادة إسكانهم، ما حال دون طي صفحة هذا الملف. وفي سنة 1992، أحصت السلطات من جديد سكان "الكاريانات"، الذين وصل عددهم إلى ألف و800 "زريبة"، حسب تعبير السلطات، لكن المشكل لم يجد طريقه إلى الحل، بعد 19 سنة على آخر إحصاء.